كنا في أول سنة من سنوات الدراسة الجامعية ، كان الربيع في أوله ..
فصل الربيع ..
وحتى ربيع العمر …
كنت وحيدة ، وسط عالم جديد ،وكبير ، ومختلف ؛ وما أن وجدتها ،شعرت بأنس كبير، وفرح غامر ، واصبحت أنتظر الصباح بفارغ الصبر لألتقي بها ..
جلسنا على مقاعد الدراسة سويا ، تقاسمنا كل شئ ، العلم ، الخوف ، القلق ، البرد، الحر ، الطعام ، الشراب ، الدموع ، الضحكات ، التجارب ..
وتدرجنا في هذة الحياة سويا …
كبرنا معا …
أرى في صديقتي سنوات من عمري
، ذكرياتي ، أشياء ذهبت ، ولن تعود ، ولكنها محفورة في ثنايا الروح …
صديقتي (س) ، روح شفافة ، سحابة خير ، بستان ورود بيضاء ..
قلب نقي كقلب طفلة ، ودمعة قريبة، سرعان ما تمسحها بسمة ،
لا زلت أتذكر كيف تبكي لأمر ما ، ثم تبتسم بعد قليل ، وكأن الدموع قد غسلت قلبها من كل شئ !!
منذ أن رأيتها ، شعرت أن بها شيئا مختلفا ، وجودها في حد ذاته يضفي على الأشياء سكينة ، واطمئنانا ..
لست أدري هل السر في القرآن الذي تحمله ، أم في كون قلبها معلق بالمسجد حيث تلتقي بفتيات صالحات يختمن الكتاب ، ويتدارسنه …
سبحان الله كم الأرواح أسرار مكنونة ، لا يعلمها إلا الله التي خلقها ،و جندها ، فتلتق بإذنه فتتوافق ، أو تختلف .
لم نعد نلتق أنا وصديقتي كما كنا من قبل ..
اختلفت ظروف الحياة ، وابتعدت بيننا المسافات ، ولكن الود ظل صافيا ، نقيا …
ولا تزال المحبة في الله باقية ، وماتزال الروح ترتاح للحديث معها ( عندما تسنح الفرصة ) فننسى أنا وهي كل أحداث البؤس ، وقسوة الحياة التي نمر بها …
صديقتي أنت مساحة نقية ، ونهر طيب ، وظل ظليل وسط صخب الحياة ..
أنت أخت وفية ، لم تلدها أمي ، أنت هدية من الله ..فالحمد لله رب العالمين ..
أرجوك يا صديقتي إبق كما أنت ..
لا تتغيري ..
، لا تلوثنك الحياة ..
لا تتعلمي خبث الخبثاء …
إبق كما أنت مهما ظن الناس أن الطيبة ، وحسن النوايا ، سذاجة ، أو غباء ..
أسأل الله أن يديم مودتنا ، ومحبتنا فيه ، وأن يجمعنا في الجنة ، حيث لا تعب ، ولا نصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا مشاغل حياة تأخذ الإنسان حتى من نفسه التي بين جنبيه …
دمت بكل الود يا صديقتي …
Unknown
لؤلؤة